الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
نحح: النَّحِيحُ: صوت يُرَدِّدُه الرجلُ في جوفه. وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ ردّاً قبيحاً. وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كراهةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لذلك. التَّنَحْنُح والنَّحْنَحة: كالنَّحِيح وهو أَشدّ من السُّعال. الأَزهري عن الليث: النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وهو أَسهل من السُّعال وهي عِلَّة البخيل؛ وأَنشد: يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ، يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ والنَّحْنَحَةُ أَيضاً: صوتُ الجَرْع من الحلق، يقال منه: تَنَحْنَحَ الرجلُ؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: ولست منه على ثقة وأُراها بالخاءِ، قال: وقال بعض اللغويين النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً، كما أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فقال كَهْ كَهْ اشْتُقَّ منه المصدر ثم الفعل فقيل: كَهْكَهَ كَهْكَهةً، فاشتقوا من الصوت؛ وذكر ابن بري في الحواشي في فصل وَغَبَ: كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قال: الأُنَّحُ البخيلُ الذي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ
ندح: النَّدْحُ: الكثرةُ. والنَّدْحُ والنُّدْحُ: السَّعةُ والفُسْحةُ. والنَّدْحُ: ما اتسع من الأَرض. تقول: إِنك لفي نَدْحةٍ من الأَمْر ومشنْدُوحةٍ منه، والجمع أَنداحٌ؛ وكذلك النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ. وأَرض مندوحةٌ: واسعة بعيدة؛ قال أَبو النجم: يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا، إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ: بلد مستوٍ أَحدُ طرفيه يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي موسى وما صاقَبه من الطريق، وطَرَفُه الآخر يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما. وقالوا: لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَي اتسع، وليس هذا من غلط أَهل الصناعة، وذلك أَن انْداحَ انفعل وتركيبه من دوح، وإِنما مَنْدُوحة مفعولة فكيف يجوز أَن يشتق أَحدهما من صاحبه؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ في مرابضها ومَسارحها وانْتَدَحَتْ: كلاهما تَبَدَّدتْ وانتشرت واتسعت من البِطْنةِ؛ ومنه قيل: لي عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة. وإِنك لفي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ من كذا أَي سَعَةٍ؛ يعني أَن في التعريض بالقول من الاتساع ما يغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك. وفي حديث الحجاج: وادٍ نادِحٌ أَي واسع. الجوهري: النُّدْحُ، بالضم، الأَرض الواسعة. والمَنادِحُ: المَفاوِزُ. والمُنْتَدَحُ: المكان الواسع. وفي حديث عمران ابن حُصَيْن: إن في المَعاريضِ لمَنْدوحةً عن الكذب؛ قال أَبو عبيد: أَي سعة وفُسْحة، الجوهري: ولا تقل مَمْدوحة، قال: ومنه قيل للرجل إِذا عظم بطنه واتسع: قد انْداحَ بطنه وانْدَحى، لغتان، فأَراد أَن في المَعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إِلى الكذب المحض؛ قال الأَزهري: أَصاب أَبو عبيد في تفسير المَنْدُوحة أَنه بمعنى السَّعة والفُسْحة، وغلط فيما جعله مشتقاً حين قال: ومنه قيل انْداحَ بطنه وانْدَحى، لأَن النون في المندوحة أَصلية والنون في انداح واندحى من الدَّحْوِ، فبينهما وبين النَّدْح فُرْقانٌ كبير، لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ، وهو ما اتسع من الأَرض؛ ومنه قول رؤْبة: صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ ومن هذا قولهم: لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أَي مذهبٌ واسع عريض. وانْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً: اتسع من البِطْنةِ. وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انتفخ وتَدَلَّى، من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة. وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي الله عنهما، حين أَرادت الخروج إِلى البَصْرة: قد جمع القرآن ذيْلَكِ فلا تَنْدَحِيه أَي لا تُوَسِّعِيه ولا تُفَرّقيه بالخروج إِلى البصرة، والهاءُ للذيل، ويروى لا تَبْدَحيه، بالباءِ، أَي لا تَفْتَحِيه من البَدْح وهو العلانية؛ أَرادت قوله تعالى: وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ؛ قال الأَزهري: من قاله بالباءِ ذهب إِلى البَداحِ، وهو ما اتسع من الأَرض، ومن قاله بالنون ذهب به إِلى النَّدْح. ويقال: نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وسعته؛ الأَزهري: والنَّدْحُ الكثرة في قول العجاج حيث يقول: صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها، بِنَدْحِ وَهْمٍ، قَطِمٍ قَبْقابُها ونادِحٌ ومُنادِحٌ: اسمان، وبنو مُنادِح: بُطَيْنٌ.
نزح: نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ نَزْحاً ونُزوحاً: بَعُدَ. شيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ: نازحٌ؛ أَنشد ثعلب: إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ عن دار قَوْمِكِ، فاتْرُكُي شَتْمِي ونَزَحت الدارُ فهي تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ. وقوم مَنازيحُ؛ قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب: وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ جُرْبٌ، يُدافِعُها الساقي، مَنازيحُ إِنما هو جمع مِنْزاح وهي التي تأْتي إِلى الماءِ عن بُعْدٍ؛ ونَزَحَ به وأَنْزَحَه. وبلد نازحٌ، ووَصْلٌ نازحٌ: بعيد. وفي حديث سَطيح: عبدُ المَسِيح جاءَ من بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ، فعيل بمعنى فاعل. ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا استقى ما فيها حتى يَنْفَدَ؛ وقيل: حتى يَقِلَّ ماؤُها. ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فهي نازح ونُزُحٌ ونَزُوحٌ: نَفِدَ ماؤُها؛ قال الليث: والصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها. وفي الحديث: أَنه نزل الحُدَيْبِية وهي نَزَحٌ؛ النَزَح، بالتحريك: البئر التي أُخذ ماؤُها. يقال: نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها، لازم ومتعدّ؛ ومنه حديث ابن المُسَيّب قال لقتادة: ارْحَلْ عني فلقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ ما عندي، وفي رواية نَزَفْتَني. الجوهري: وبئر نَزُوح قليلة الماءِ، ورَكايا نُزُح. والنَّزَحُ، بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أَكثر مائها؛ قال الراجز: لا يَستَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ، إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ وجمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ وجمع النَّزوحِ نُزُحٌ. وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا يَنْزَحُ أَي لا يَنْفَدُ. وأَنْزَحَ القومُ: نَزَحَتْ مياه آبارهم. النَّزَحُ: الماءُ الكَدِرُ. وقد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دياره غَيبَةً بعيدة؛ وأَنشد الأَصمعي: ومن يُنْزَحْ به، لا بُدَّ يوماً يَجيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ وأَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَي ببعد منه؛ قال ابن هَرْمَة يَرْثي ابنه: فأَنتَ، من الغَوائلِ، حين تُرْمى، ومن ذَمِّ الرجالِ، بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فتحة الزاي فتولدت الأَلف.
نسح: الليث: النّسْحُ والنُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره وفُتاتِ أَقماعه ونحو ذلك مما يبقى في أَسفل الوعاءِ. والمِنساحُ: شيء يُدْفَعُ به الترابُ ويُذْرى به. ونَِساحٌ: واد باليمامة؛ قال الأَزهري: ما ذكره الليث في النَّسْح لم أَسمعه لغيره، قال: وأَرجو أَن يكون محفوظاً. الجوهري: نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه، ونَسِحَ نَسَحاً: طَمِعَ. ونَساحٌ: جبل؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: يُوعِدُ خَيْراً، وهو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ
نشح: نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شرب حتى امتلأَ؛ وقيل: نَشَحَ شَرب شُرْباً قليلاً دون الريّ؛ قال ذو الرمة: فانْصاعتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها، وقد نَشَحْنَ، فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة، رضي الله عنهما: انْظُري ما زاد من مالي فَرُدِّيه إِلى الخليفة بعدي، فإِني كنت نَشَحْتُها جُهْدي أَي أَقللت من الأَخذ منها. والنَّشْحُ: الشرب القليل. ونَشَحَ بعيرَه: سقاه ماء قليلاً، والاسم النَّشُوحُ من قولك نَشَحَ إِذا شرب شُرْباً دون الرِّيِّ؛ قال أَبو النجم يصف الحمير: حتى إِذا ما غَيَّبتْ نَشُوحا وأَورد الجوهري هذا البيت على النَّشُوح الماء القليل. وقال: معناه أَي أَدخلت أَجوافها شراباً غَيَّبَتْه فيه؛ وقيل: النَّشُوح، بالفتح، الماءُ القليل. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول لأَصحابه: أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسقوها سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لم يُرْوِها؛ قال الراعي يذكر ماءً وَرَدَه: نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجافى أَظَلُّها عن الأُكْمِ، إِلا ما وَقَتْها السَّرائِحُ والنَّشْحُ: العرق؛ عن كراع. وسِقاءٌ نَشَّاحٌ: رَشَّاح نَضَّاح.
نصح: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ. والناصحُ: الخالص من العسل وغيره. وكل شيءٍ خَلَصَ، فقد نَصَحَ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ، من ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو: الناصح الناصع في بيت ساعدة، قال: وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء. والنُّصْح: نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً، وهو باللام أَفصح؛ قال الله تعالى: وأَنْصَحُ لكم. يقال: نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، والاسم النصيحة. والنصيحُ: الناصح، وقوم نُصَحاء؛ وقال النابغة الذبياني: نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي، ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال: انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه؛ ومنه قوله: أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ، ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غاشّاً لك. وتَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه ناصحاً لك. قال الجوهري: وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إِنني لك ناصح؛ وأَنشده ابن بري: تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ، وما أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِينِ قال ابن بري: هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح، كما تقول رددته فارْتَدَّ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً، فهو متعدّ إِلى مفعول، فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح، يعني اتخذني ناصحاً لك؛ ومنه قولهم: لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً، فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح. والنُّصْحُ: مصدر نَصَحْتُه. والانتصاحُ: مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً، ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة، فقد صار للانتصاح معنيان. وفي الحديث: إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم؛ قال ابن الأَثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها. وأَصل النُّصْحِ: الخلوص. ومعنى النصيحة لله: صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته. والنصيحة لكتاب الله: هو التصديق به والعمل بما فيه. ونصيحة رسوله: التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه. ونصيحة الأَئمة: أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا. ونصيحة عامّة المسلمين: إِرشادهم إِلى المصالح؛ وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا، فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق. وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء. واسْتَنْصَحه: عَدَّه نصيحاً. ورجل ناصحُ الجَيْب: نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه، كقولهم طاهر الثوب، وكله على المثل؛ قال النابغة: أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ، بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ. والتَّنَصُّح: كثرة النُّصْحِ؛ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ: إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة. التوبة النَّصُوح: الخالصة، وقيل: هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه؛ قال الله عز وجل: توبةً نَصُوحاً؛ قال الفراء: قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً، بفتح النون، وذكر عن عاصم نُصُوحاً، بضم النون؛ وقال الفراء: كأن الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود، والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة؛ والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً، وفي حديث أُبيّ: سأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم، عن التوبة النصوح فقال: هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ؛ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى، فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها، وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة. وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال: لا أَعرفه؛ قال الفراء وقال المفضَّل: بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً؛ وقال أَبو إِسحق: توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح، ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً. وقال أَبو زيد: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه؛ ومنه التوبة النصوح، وهي الصادقة. والنِّصاحُ: السِّلكُ يُخاط به. وقال الليث: النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها، وتصغيرها نُصَيِّحة. وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط. ويقال للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فهي الشعيرة. والنُّصْحُ: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قال الجوهري: ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله، صلى الله عليه وسلم: من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ. ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه: خاطه. ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ: خائط. والنِّصاحُ: الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً، والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ، الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد، والأَلف فيه غير الأَلف، والهاء لتأْنيث الجمع. والمِنْصَحة: المِخْيَطة. والمِنْصَحُ: المِخْيَطُ. وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة، كما يقال: إِن فيه مُتَرَقَّعاً؛ قال ابن مقبل: ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه، غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو: المُتَنَصَّحُ المَخيطُ، وأَنشد بيت ابن مقبل. وأَرض مَنْصوحة: متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ، حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض. قال النضر: نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ؛ وقال غيره: نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد؛ وقال أَبو زيد: الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً. ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى؛ وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه. وأَنْصَحْتُها أَنا: أَرويتها؛ قال: هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى: حتى تَنْضَحِي، بالضاد المعجمة، وليس بالعالي. البَلاطُ: القاعُ. وأَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها. والنِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قبال الأَعشى يصف شَرْباً: فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم؛ وقال ابن سيده: الرُّبَحُ من أَولاد الغنم، وقيل: هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ؛ وقال المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها: يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها، والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل، ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه، ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال؛ قال وهو قول الأَعشى: مثلما مدّت نصاحات الربح قال: والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح. وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ: رجل من القرّاء. والنَّصْحاء ومَنْصَح: موضعان؛ قال ساعدة بن جؤية: لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ، كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ
نضح: النَّضْحُ: الرَّشُّ. نَضَح عليه الماءَ يَنْضَحُه نَضْحاً إِذا ضربه بشيء فأَصابه منه رَشاشٌ. ونَضَح عليه الماءُ: ارْتَشَّ. وفي حديث قتادة: النَّضْحُ من النَّضْحِ؛ يريد من أَصابه نَضْحٌ من البول وهو الشيء اليسير منه فعليه أَن يَنْضَحَه بالماء وليس عليه غسله؛ قال الزمخشري: هو أن يصيبه من البول رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ؛ وقال الأَصمعي: نَضَحْتُ عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ من كذا. وقال ابن الأَعرابي: النَّضْح ما كان على اعتماد وهو ما نَضَحْته بيدك معتمداً، والناقة تَنْضَحُ ببولها. والنَّضْحُ: ما كان على غير اعتماد، وقيل: هما لغتان بمعنى واحد، وكله رش. والقربةُ تَنْضَحُ من غير اعتماد... فَوطِئَ على ماء فنَضَح عليه وهو لا يريد ذلك؛ ومنه نَضْحُ البول في حديث إِبراهيم: أَنه لم يكن يرى بنَضْح البول بأْساً. وحكى الأَزهري عن الليث: النَّضْح كالنَّضْخ ربما اتفقا وربما اختلفا. ويقولون: النَّضْح ما بقي له أَثر كقولك على ثوبه نَضْحُ دَمٍ، والعين تَنْضَحُ بالماء نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور، وكذلك تَنْضَخُ العين؛ وقال أَبو زيد: يقال نَضَخَ عليه الماءُ يَنْضَخُ، فهو ناضخٌ؛ وفي الحديث: يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه. وقال الأَصمعي: لا يقال من الخاء فَعَلْتُ، إِنما يقال أَصابه نَضْخ من كذا؛ وقال أَبو الهيثم: قول أَبي زيد أَصح، والقرآن يدل عليه، قال الله تعالى: فيهما عينان نَضَّاختان؛ فهذا يشهد به. يقال: نَضَخَ عليه الماء لأَن العين النَّضَّاخة هي الفَعَّالة، ولا يقال لها: نَضَّاخة حتى تكون ناضحة؛ قال ابن الفرج: سمعت جماعة من قيس يقولون: النَّضح والنَّضْخُ واحد؛ وقال أَبو زيد: نَضَحْتُه ونَضَخْته بمعنى واحد؛ قال: وسمعت الغَنَوِيّ يقول: النَّضْح والنَّضْخُ وهو فيما بان أَثره وما رق بمعنى واحد. قال: وقال الأَصمعي: النَّضْح الذي ليس بينه فُرَجٌ، والنَّضْخُ أَرَقّ منه؛ وقال أَبو لَيْلى: النَّضْحُ والنَّضْخُ ما رَقَّ وثَخُن بمعنى واحد. ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه، بالكسر، نَضْحاً: رَشَّه؛ وقيل: رشه رشّاً خفيفاً. وانْتَضَح عليهم الماء أَي تَرَشَّش. وفي الحديث: المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها، روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة، من النَّضْح وهو رش الماء، وهو مذكور في بضع. ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه: رَشَّه فذهب به أَو كاد يذهب به. ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه: ذهب بعطشه أَو قارب ذلك. والنَّضَحُ، بفتح الضاد، والنضيح: الحوض لأَنه يَنْضَح العطش أَي يَبُلُّه؛ وقيل: هما الحوض الصغير، والجمع أَنضاح ونُضُحٌ. وقال الليث: النضيح من الحياض ما قَرُب من البئر حتى يكون الإِفراغ فيه من الدلو ويكون عظيماً؛ وقال الأَعشى: فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْ دِ، كما تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما قال ابن الأَعرابي: سمي بذلك لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه. قال أَبو عبيد وقال أَبو عمرو: نَضَحْتُ الرِّيَّ، بالضاد؛ وقال الأَصمعي: فإِن شرب حتى يَرْوَى قال نَصَحْتُ، بالصاد، نَصْحاً ونَصَعْتُ به ونَقَعْتُ. قال: والنَّضْحُ والنَّشْحُ واحد، وهو أَن يشرب دون الرِّيّ. والنَّضْحُ: سقي الزرع وغيره بالسانية. ونَضَحَ زرعَه: سقاه بالدَّلْو. والناضحُ: البعير أَو الثور أَو الحمار الذي يستقى عليه الماء، والأُنثى بالهاء، ناضحة وسانية. وفي الحديث: ما سُقِيَ من الزرع نَضْحاً ففيه نصف العشر؛ يريد ما سقي بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني ولم يُسْقَ فَتْحاً. والنواضح من الإِبل: التي يستقى عليها، واحدها ناضح؛ ومنه الحديث: أَتاه رجل فقال: إِن ناضح بني فلان قد أَبَدَ عليهم. وفي حديث معاوية قال للأَنصار وقد قعدوا عن تلقيه لما حج: ما فَعَلَتْ نَواضِحُكم؟ كأَنه يُقَرِّعُهم بذلك لأَنهم كانوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ، وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً ومجموعاً. والنَّضَّاح: الذي يَنْضَحُ على البعير أَي يسوق السانية ويسقي نخلاً؛ قال أَبو ذؤيب: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ، كما يَسْقِي الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ وهذه نخل تُنْضَحُ أَي تُسْقَى. ويقال: فلان يَسْقي بالنَّضْحِ، وهو مصدر. والنَّضْحاتُ: الشيء اليسير المتفرق من المطر. قال شمر: وقد قالوا في نَضَحَ المطرُ، بالحاء والخاء. والناضحُ: المطر؛ وقد نَضَحَتْنا السماء. والنَّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ: وهو قَطْرٌ بين قَطْرَيْن. قال: ويقال لكل شيء يَتَحَلَّب من ماء أَو عَرَقٍ أَو بول: يَنْضَحُ: وأَنشد: يَنْضَحْنَ في حافاته بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً: فَضَّ به، وكذلك الفرس. والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ: العرق؛ قال الراجز: تَنْضَحُ ذِفْراه بماء صَبِّ والنَّضُوحُ: الوَجُور في أَيّ الفم كان. ونَضَحَتِ العين تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت: فارت بالدمع؛ وعيناه تَنْضَحانِ. والنَّضْحُ يدعوه الهَمَلانُ: وهو أَن تمتلئ العين دمعاً ثم تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لا ينقطع. ونَضَحَتِ الخابية والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كانت رقيقة فخرج الماء من الخَزَف ورشَحَتْ؛ وكذلك الجبل الذي يتحلب الماء بين صخوره. ومَزادةٌ نَضُوح: تَنْضَِح الماءَ؛ ونَضَحَتْ ذِفْرَى البعير بالعَرَق نَضْحاً؛ وقال القَطامِيّ: حَرَجاً كأَنَّ، من الكُحَيْلِ، صُبابةً، نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانا قال: ورواه المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ. واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح: نَضَح شيئاً من ماء على فرجه بعد الوضوء؛ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ من السنَّة وذكر فيها الانتضاحَ بالماءِ، وهو أَن يأْخذ ماء قليلاً فيَنْضَحَ به مذاكيره ومُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء، لينفي بذلك عنه الوَسْواس: وفي خبر آخر: انْتِفاض الماء، ومعناهما واحد. وفي حديث عطاء: وسئل عن نَضَحِ الوضوء؛ هو بالتحريك، ما يَتَرَشَّشُ منه عند التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ. ونَضَح بالبول على فخذيه: أَصابهما به؛ وكذلك نَضَحَ بالغبار. ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً: رَشَّها بالماء ليَتَلازَب قَمْرُها ويلزم بعضُه بعضاً. ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً: نثر ما فيها؛ وقول الشاعر: يَنْضَحُ بالبَوْلِ، والغُبارُ على فَخْذَيْه، نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا يفسر بكل واحد من هاتين. ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً: شَرِبَ دونه؛ وقيل: هو أَن يشرب حتى يَرْوَى، فهو من الأَضداد؛ وقال شمر: يقال نَضَحْتُ الأَدِيمَ بللته أَن لا ينكسر؛ قال الكميت: نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وبينكم بِآصِرةِ الأَرْحامِ، لو تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ. والنَّضُوحُ، بالفتح: ضرب من الطيب؛ وقد انْتَضَحَ به. والنَّضْحُ: منه ما كان رقيقاً كالماء، والجمع نُضُوح وأَنْضِحَة، والنَّضْخُ ما كان منه غليظاً كالخَلُوق والغالية. وفي حديث الإِحرام: ثم أَصبح محرماً يَنْضَحُ طِيباً أَي يفوح. النَّضُوح: ضرب من الطيب تفوح رائحته، وأَصل النَّضْح الرَّشْح فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح؛ ومنه حديث عليّ: وجد فاطمة وقد نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح أَي طَيَّبته وهي في الحج. وأَرض مُنْضِحة: واسعة. ونَضَّحَتِ الغنم: شَبِعَت. ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً: رميناهم ورَشَقْناهم. ونَضَحْناهم نَضْحاً: وذلك إِذا فرَّقوها فيهم. وفي حديث هجاء المشركين: كما تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل. ويقال: انِْضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم. وفي الحديث أَنه قال للرُّماة يوم أُحُد: انْضَِحوا عنا الخيل لا نُؤْتَى من خَلْفِنا أَي ارموهم بالنُّشَّاب. ونَضَحَ عنه: ذَبَّ ودفع. ونَضَح الرجل: ردَّ عنه؛ عن كراع. ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه إِذا دفع عنها بحُجَّة. وهو يَنْضَح عن فلان أَي يَذُبُّ عنه ويدفع. ورأَيته يَتَنَضَّحُ مما قُرِف به أَي ينتفي ويَتَنَصَّل منه. وقال شُجاعٌ: مَضَحَ عن الرجل ونَضَح عنه وذَبَّ بمعنى واحد. ويقال: هو يناضِحُ عن قومه ويُنافِحُ عنهم أَي يذب عنهم؛ وأَنشد: ولو بَلا، في مَحْفِلٍ، نِضاحِي أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه. وقَوْس نَضُوح: شديدة الدفع والحَفْز للسهم، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لأَبي النجم: أَنْحَى شِمالاً هَمَزَى نَضُوحا أَي مدَّ شماله في القوس. هَمَزَى يعني القوسَ أَنها شديدة. والنَّضُوحُ: من أَسماء القوس كما تَنْضَحُ بالنبل. والنَّضَّاحة: الآلة التي تُسَوَّى من النحاس أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه؛ ابن الأَعرابي: المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة؛ قال الأَزهري: وهي عند عوامِّ الناس النَّضَّاحة ومعناهما واحد. وقال ابن الفرج: سمعت شُجاعاً السُّلَمِيّ يقول: أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته؛ وقال خَليفة: أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه الناس. انْتَضَحَ من الأَمر: أَظهر البراءة منه. والرجل يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح منه أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي منه. وإِذا ابتدأَ الدقيق في حب السُّنْبُل وهو رطب فقد نَضَحَ وأَنْضَح، لغتان؛ قال ابن سيده: وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ في حَبِّ السنبل وهو رَطْبٌ. ونَضَح الغَضا نَضْحاً: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ والنبات وعَمَّ بعضُهم به الشجر؛ قال أَبو طالب بن عبد المطلب: بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ، كما بُو رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ فأَما قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقْدَمَ فجمع نَضْحَ الشجر على نُضُوح، لأَن بعض المصادر قد يجمع كالمرض والشُّغْل والعقل، قالوا: أَمراض وأَشغال وعُقُول. ونَضَح الزَّرعُ: غَلُظَت جثته.
نطح: النَّطْحُ: للكِبَاشِ ونحوها؛ نَطَحه يَنْطِحُه ويَنْطَحُه نَطْحاً. وكَبْشٌ نَطَّاح، وقد انتَطَحَ الكبشان وتَناطَحا، ويُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ والسيول والرجال في الحرب: وأَنشد: الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وكبشٌ نَطِيحٌ من كباش نَطْحَى ونَطائح، الأَخيرة عن اللحياني. ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ من نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ. وفي التنزيل: والمُتَرَدِّيةٌ والنطيحةُ؛ يعني ما تَنَاطَحَ فمات؛ الأَزهري: وأما النَّطِيحة في سورة المائدة؛ فهي الشاة المَنْطوحة تموت فلا يحل أَكلها، وأُدخلت الهاء فيها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً؛ قال الجوهري: إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها، وكذلك الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه ليس هو على نَطَحتها، فهي منطوحة، وإِنما هو الشيء في نفسه مما يُنْطَحُ والشيء مما يُفْرَسُ ومما يؤكل. وقولهم: ما له ناطح ولا خابط: فالناطح الكبش والتيس والعَنْزُ، والخابط: البعير. وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ؛ يقال ذلك فيمن ذهب هَدَراً؛ عن ابن الأَعرابي، ابن سيده: والنَّطِيحُ والناطِحُ ما يستقبلك ويأْتيك من أَمامك من الطير والظباءِ والوحش وغيرها مما يُزْجَرُ، وهو خلاف القَعِيد. ورجل نَطِيحٌ: مَشْؤُوم؛ قال أَبو ذؤيب: فأَمْكَنَّه مما يُرِيدُ، وبعضُهم شَقِيٌّ، لَدَى خَيْراتِهِنَّ، نَطِيحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طالت غُرَّتُه حتى تسيل تحت إِحدى أُذنيه وهو يُتشَاءم به؛ وقيل: النطيح من الخيل الذي وسَطَ جَبْهته دائرتان، وإِن كانت واحدة، فهي اللَّطْمةُ وهو اللَّطِيمُ، ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شُؤْم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد: من دوائر الخيل دائرة اللَّطَاةِ وهي التي وسط الجبهة؛ قال: وإِن كانت دائرتان قالوا: فرس نَطِيح، قال: وتكره دائرتا النَّطِيح؛ وقال الجوهري: دائرة اللَّطَاةِ ليست تكره. ويقال للشَّرَطَيْنِ: النَّطْحُ والناطحُ وهما قَرْنا الحَمل. ابن سيده: النَّطْحُ نجم من منازل القمر يتشاءم به أَيضاً؛ قال ابن الأَعرابي: ما كان من أَسماء المنازل، فهو يأْتي بالأَلف واللام وبغير أَلف ولام، كقولك نَطْحٌ والنَّطْحُ، وغَفْرٌ والغَفْرُ. الجوهري: ونَواطِحُ الدهر شدائده. ويقال: أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شديد ذو مشقة؛ قال الراعي: وقد مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ وفي الحديث: فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً؛ قال أَبو بكر: معناه فارسُ تقاتل المسلمين مرة أَو مرتين؛ وقيل: معناه فارس تَنْطَِحُ مرى أَو مرتين فيبطل ملكها ويزول أَمرها، فحذف تنطح لبيان معناه؛ كما قال الشاعر: رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مخافةً، وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد: رأَتْني أَقبلتُ بحبليها فحذف الفعل. وفي الحديث: لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزانِ أَي لا يَلْتَقِي فيها اثنان ضعيفان، لأَن النِّطاحَ من شأْن التيوس والكباش لا العَتُود، وهو إِشارة إِلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْفٌ ونِزاعٌ.
نظح: الأَزهري خاصة حكى عن الليث: أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدقيق في حبه؛ قال الأَزهري: الذي حفظناه وسمعناه من الثقات: نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح، بالضاد، قال: والظاء بهذا المعنى تصحيف إِلا أَن يكون محفوظاً عن العرب فيكون لغة من لغاتهم؛ كما قالوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها.
نفح: نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وقل: النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح، طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة؛ وله نَفْحة طيبة ونَفْحة خبيثة. وفي الصحاح: وله نَفْحة طيبة. ونَفَحَتِ الريحُ: هَبَّت. وفي الحديث: إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لها. وفي حديث آخر: تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله. وريحٌ نَفُوحٌ: هَبُوبٌ شديدة الدفع؛ قال أَبو ذؤيب: ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه، ببَلْقَعَةٍ، شَآميةٌ نَفُوحُ ونَفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ: رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ حافرها ودَفَعَتْ؛ وقيل: النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ بالرجلين معاً. الجوهري: نَفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها. وفي حديث شُرَيْح: أَنه أَبطل النَّفْحَ؛ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها، كان لا يُلْزِم صاحبَها شيئاً. وقوسٌ نَفُوحٌ: شديدة الدفع والحفز للسهم، حكاه أَبو حنيفة، وقيل: بعيدة الدفع للسهم. التهذيب: ويقال للقوس النَّفِيحةُ وهي المِنفَحة؛ ابن السكيت: النَّفِيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع؛ وقال مُلَيحٌ الهذلي: أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها نَفائِحُ نَبْعٍ، لم تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ والنَّفائحُ: القِسِيُّ، واحدتها نَفيحة. ونَفَحة بشيء أَي أَعطاه. ونَفَحه بالمال نَفْحاً: أَعطاه. وفي الحديث: المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب يديه فيه بالعطاء. النَّفْحُ: الضربُ والرمي؛ ومنه حديث أَسماء: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ. ولا يزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ؛ قال الشاعر: لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم، نَفَحْتَني نَفْحَةً، طابتْ لها العَرَبُ أَي طابتْ لها النفس؛ قال ابن بري: هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه، ومدح بهذا البيت الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وقبله: إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ *** ودونَها المُعْطُ، من تُبانَ، والكُثُبُ الكُثُبُ: جمع كثيب. والعَرب: جمع عَرَبة وهي النفس. والمُعْطُ: اسم موضع، وكذلك تُبانُ. قال ابن بري: وقول الجوهري طابت لها العرب أَي طابت لها النفس ليس بصحيح، وصوابه أَن يقول طابت لها النفوس إِلا أن يجعل النفس جنساً لا يخص واحداً بعينه؛ ويروى البيت: لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه الصحاح: ونَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه. ابن سيده: ونَفْحَةُ العذاب دفعةٌ منه. وقال الزجاج: النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً من اللَّفْح. ابن الأَعرابي: اللَّفْحُ لكل حار والنَّفحُ لكل بارد؛ وأَنشد أَبو العالية: ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ، إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ، وإِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ والنَّفْحةُ: ما أَصابك من دُفْعَة البرد. الجوهري: ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بَرْدٌ، وما كان لَفْحٌ فهو حر؛ وقول أَبي ذؤيب: ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ يعني الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها، قال ابن بري: متحيِّر يريد ماء كثيراً قد تحير لكثرته ولا مَنْفَذ له؛ يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ بماء؛ وبعده: بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَم النُّبُوحُ قال: والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب. الليث عن أَبي الهيثم: أَنه قال في قول الله عز وجل: ولئن مَسَّتْهم نَفْحةٌ من عذاب ربك؛ يقال: أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه. وأَصابتنا نَفْحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ؛ وأَنشد في طِيب الصَّبا: إِذا نَفَحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه؛ وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته: لقد عالجَتْني بالقَبيح، وثوبُها جَديدٌ، ومن أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز وجل: ولئن مستهم نفحةٌ من عذاب ربك؛ وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ؛ قال الأَصمعي: ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ، باللام، وما كان بارداً فله نَفْحٌ، رواه أَبو عبيد عنه. وطَعْنة نَفَّاحة: دَفَّاعة بالدم، وقد نَفَحتْ به. التهذيب: طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سريعاً. وفي الحديث: أَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ؛ قال خالد ابن جَنْبة: نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة تَفور منه ودُفْعةٍ؛ قال الراعي: يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَنْفَحُها لسائليه، فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ أَبو زيد: من الضُّروع النَّفُوحُ، وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها. والنَّفُوح من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلب. ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم. التهذيب: ابن الأَعرابي: النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل؛ يقال: هو يُنافِحُ عن فلان؛ قال وقال غيره: هو يُناضِحُ. ونافَحْتُ عن فلان: خاصَمْتُ عنه. ونافَحُوهم: كافَحوهم. وفي الحديث: إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني أَي دافع؛ والمُنافَحة والمُكافَحة: المُدافعة والمُضاربة. ونَفَحْتُ الرجلَ بالسيف: تناولته به؛ يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على أَشعارهم. وفي حديث علي، رضي الله عنه، في صِفِّين: نافِحوا بالظُّبى أَي قاتلوا بالسيوف، وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نَفْحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه، وهي ريحه ونَفَسُه. ونَفْحُ الريح: هُبوبها. ونَفَحه بالسيف: تناوله من بعيد شَزْراً. وفي الحديث: رأَيت كأَنه وضع في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما وأَلقهما كما تَنْفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك؛ قال ابن الأَثير: وإن كانت بالحاء المهملة، فهو من نَفَحْتُ الشيء إِذا رميته؛ ونَفَحَتِ الدابةُ برجلها. التهذيب: والله تعالى هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عباده؛ قال الأَزهري: لم أَسمع النَّفَّاح في صفات الله عز وجل، التي جاءت في القرآن والسُّنة، ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه، ولم يبينها على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم؛ وإِذا قيل للرجل: إِنه نَفَّاح فمعاه الكثير العطايا. والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ؛ الأَخيرة عن كراع، والمِنْفَحُ والمِعَنُّ: كلُّه الداخل على القوم، وفي التهذيب: مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم؛ وقال ابن الأَعرابي: النَّفِيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ بينهم ويُصْلِح أَمرهم. قال الأَزهري: هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا الموضع: النَّفِيح، بالحاء، وقال في موضع آخر: النَّفِيجُ، بالجيم، الذي يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد. قال: هذا قول ثعلب. ونَفَحَ جُمَّتَه: رَجَّلَها. والإِنفَحة، بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي ما لم يأْكل، فإِذا أَكلَ، فهو كرش، وكذلك المِنْفَحة، بكسر الميم؛ قال الراجز: كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه، ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه الأَزهري عن الليث: الإِنْفَحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش، وهو شيء يتخرج من بطن ذيه، أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ؛ ابن السكيت: هي إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته، وهي اللغة الجيدة ولم يذكرها الجوهري بالتشديد، ولا تقل أَنْفَحَة؛ قال: وحضرني أَعرابيان فصيحان من بني كلاب، فقال أَحدهما: لا أَقول إِلاَّ إِنْفَحَة، وقال الآخر: لا أَقول إِلا مِنْفَحة، ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب، فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان. قال ابن الأَعرابي: ويقال مِنْفَحة وبِنْفَحة. قال أَبو الهيثم: الجَفْرُ من أَولاد الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة وشهرين أَي صارت إِنْفَحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النبت، وإِنما تكون إِنْفَحة ما دامت تَرْضَعُ. ابن سيده: وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالحُبْن، والجمع أَنافِحُ: قال الشَّمَّاخُ: وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم، إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ وجاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها، حكاها ابن الأَعرابي. ونَفَّاحُ المرأَة: زوجها؛ يمانية عن كراع.
نقح: التَّنْقِيح، وفي التهذيب النَّقْحُ: تَشْذِيبُك عن العصا أُبَنَها حتى تَخْلُصَ. وتَنْقِيحُ الجِذْع: تَشْذِيبه. وكلُّ ما نَحَّيْتُ عنه شيئاً، فقد نَقَّحْته؛ قال ذو الرمة: من مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ، نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضارِ العُودِ ونَقَّح الشيءَ: قَشَّره؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لغُلَيِّم من بني دُبَيْر: إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا، وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا يقول: نَقَّحوا حَمائل سيوفهم أَي قشَرُوها فباعوها لشدة زمانهم. ابن الأَعرابي: أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قلع حِلْيَةَ سيفه في الجَدْبِ والفقر. وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه. ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره. وتَنقيحُ الشِّعر: تهذيبه. يقال: خيرٌُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ. وتَنَقَّحَ شَحمُ الناقة أَي قلَّ. ونقَّحَ الكلامَ: فتَّشه وأَحسن النظر فيه؛ وقيل: أَصلحه وأَزال عيوبه. والمُنَقَّحُ: الكلام الذي فُعل به ذلك. وروى الليث عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في مَثَلٍ: اسْتَغْنَتِ السُّلاَّدَةُ عن التنقيح؛ وذلك أَن العصا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ، والسُّلاّءة: شوكة النخلة وهي في غاية الاستواء والمَلاسَة، فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ منها خَشُنَتْ؛ يضرب مثلاً لمن يريد تجويد شيء هو في غاية الجَوْدة من شِعْر أَو كلام أَو غيره مما هو مستقيم؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدي: طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ، أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ أَزاد بها البيضمن حبال الرمل. والنَّقَحُ: الخالص من الرمل. والسَّنْدُ: ثيابٌ بيض. وأَكباد الرمل: أَوساطه. والهَراكيل: الضِّخامُ من كُثْبانه. وفي حديث الأَسْلَميّ: إِنه لَنِقْحٌ أَي عالم مُجَرَّب. يقال: نَقَّحَ العظمَ إِذا استخرج مُخَّه. ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه. ورجل مُنَقَّحٌ: أَصابته البلايا؛ عن اللحياني؛ وقال بعضهم: هو مشتق من ذلك. ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه: اسْتخرج مُخَّه، والخاء لغة، وكأَنه بالخاء استخراج المخ واستئصاله، وكأَنه بالحاء تخليصه. والنَّقْحُ: سحاب أَبيض صَيْفِيّ؛ قال العُجَيْرُ السَّلُوليُّ: نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها بَرْقٌ، خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ
نكح: نَكَحَ فلان امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج: ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء، فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛ قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج؛ قال الله تعالى: وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم؛ فهذا تزويج لا شك فيه؛ وقال تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات؛ فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح، وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة، وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ، فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك. قال الأَزهري: أَصل النكاح في كلام العرب الوطء، وقيل للتزوّج نكاح لأَنيه سبب للوطء المباح. الجوهري: النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ، تقول: نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت؛ وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج منهم. قال ابن سيده: النِّكاحُ البُضْعُ، وذلك في نوع الإِنسان خاصة، واستعمله ثعلب في الذُّباب؛ نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً، وليس في الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ مما لام الفعل منه حاء إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ. ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ: كثير النكاح. قال: وقد يجري النكاح مجرى التزويج؛ وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق، والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي، وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن يكثر منه الشيء. وأَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول: خِطْبٌ أَي جئت خاطباً، فيقال له: نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك إِياها؛ ويقال: نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً، وقصر أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ، فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة؛ كان يأْتيها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول هي: نِكْحٌ، حتى قالوا: أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة. قال الجوهري: النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان، وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها. ونِكْحُها: الذي يَنْكِحُها، وهي نِكْحَتُه؛ كلاهما عن اللحياني. قال أَبو زيد: يقال: إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد النكاح. ويقال: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها. ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه، وناكَ المطرُ الأَرضَ، وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها. وامرأَة ناكح، بغير هاء: ذات زوج؛ قال: أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى، وطُلِّقتْ، غَداةَ غَدٍ، منهنَّ من كان ناكِحا وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل؛ قال الطِّرِمَّاحُ: ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا ءُ، من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قول الآخر: لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني وفي حديث قَيْلَة: انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي ذاتِ نكاح يعني متزوجة، كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة وطلاق؛ قال ابن الأَثير: ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فيقال: نَكَحتْ، فهي ناكح؛ ومنه حديث سُبَيْعةَ: ما أَنتِ بناكح حتى تنقضيَ العدَّة. واسْتَنْكَحَ في بني فلان: تزوَّج فيهم، وحكى الفارسي اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ وأَنشد: وهمْ قَتَلوا الطائيَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً، أَبا جابرٍ، واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
نوح: النَّوْحُ: مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً. يقال: نائحة ذات نِياحة. ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ. والمَناحةُ: الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح. والنوائحُ: اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ؛ قال لبيد: قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ؛ ويقال: كنا في مَناحةِ فلان. وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه. والمَناحةُ والنَّوْحُ: النساء يجتمعن للحُزْن؛ قال أَبو ذؤيب: فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريـ *** ـمِ، قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وقوله أَنشده ثعلب: أَلا هَلَكَ امرُؤٌ، قامت عليه، بجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه، فظَهَرْنَ نَوْحاً قِياماً، ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صير البقر نَوْحاً على الاستعارة، وجمعُ النَّوْحِ أَنواح؛ قال لبيد: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه، وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الحمامة: ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ، والفعل كالفعل؛ قال أَبو ذؤيب: فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَيْبَةُ، ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ
وحمامة نائحة ونَوَّاحة. واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ. واستناحَ الرجلُ: بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره؛ وقول أَوس: وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه، يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ معناه: لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أن أَشكو فأَستعينَ بغيري، وقد فسر على المعنى الأَوّل، وهو أَن يكون يستنيح بمعنى يَنُوحُ. واستناحَ الذئبُ: عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يعني الذئب الذي لا يستقرّ. والتَّناوُحُ: التَّقابُلُ؛ ومنه تَناوُحُ الجبلين وتناوُحُ الرياح، ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ، لأَن بعضهن يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ، وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ، فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه، فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته؛ وقال الكسائي في قول الشاعر: لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ، تحت أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب، وقيل: عنى بها السيوفَ؛ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال: تناوَحَتْ؛ وقال لبيد يمدح قومه: ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرياحُ تَناوَحتْ، خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها والرياح النُّكْبُ في الشتاء: هي المُتناوِحة، وذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة، ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة، سميت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً، وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد. ويقال: هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتين؛ وأَنشد: كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ، شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها. والنَّوْحَةُ: القوة، وهي النَّيْحة أَيضاً. وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ. ونُوحٌ: اسم نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف، وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف
أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين. وفي حديث ابن سَلام: لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد بنوح عمر، رضي الله عنه، وذلك لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، استشار أَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، في أَسارى بدر فأَشار عليه أَبو بكر، رضي الله عنه، بالمَنِّ عليهم، وأَشار عليه عمر، رضي الله عنه، بقتلهم، فأَبل النبي صلى الله عليه وسلم على أَبي بكر، رضي الله عنه، وقال: إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ، وأَقبل على عمر، رضي الله عنه، وقال: إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من الحَجَر؛ فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين قال: فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني فإِنك غفور رحيم، وشبه عمر، رضي الله عنه، بنوح حين قال: ربِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً؛ وأَراد ابن سلام أَن عثمان، رضي الله عنه، خليفة عمر الذي شُبه بنوح، وأَراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فيه. وعن كعب: أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة، فقال: ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة، والقيامة تقوم يوم الجمعة؟ وقيل: أَراد أن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة.
نيح: ناحَ الغُصْنُ نَيْحاً ونَيَحاناً: مال. والنَّيْحُ: اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير. وإِنه لعظم نَيِّحٌ: شديد. وناحَ العظمُ يَنِيحُ نَيْحاً: صَلُبَ واشتدَّ بعد رُطوبة، يكون ذلك في الكبير والصغير. وعظم نَيِّحٌ: شديد. والنَّوْحةُ: القوة وهي النَّيْحة أَيضاً. ونَيَّحَ اللهُ عظمَك: يدعو له بذلك. وفي الحديث: لا نَيَّحَ الله عِظامَه أَي لا صَلَّبَها ولا شَدَّ منها. وما نَيَّحه بخير أَي ما أَعطاه شيئاً.
وتح: طعام وَتْحٌ: لا خير فيه كَوَحْتٍ. والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ: القليل من كل شيء. وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قليل تافِهٌ. وقد وَتُحَ، بالضم، يَوْتُحُ وَتاحةً. ويقال: أَعْطَى عطاءً وَتْحاً؛ ووَتُحَ عطاؤُه، وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً. أَوْتَحَ الرجلُ: قلَّ مالُه. وتَوَتَّحَ الشرابَ: شربه قليلاً قليلاً. وما أَغْنى عني وَتَحَةً، بفتح التاء، كقولك ما أَغنى عني عَبَكَةً، وقيل: معناه ما أَغنى عني شيئاً. وأَوتَحَ الرجلَ: جَهَدَه وبَلَغ منه؛ قال: معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا دَرادِقاً، وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا، قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هذه رواية ثعلب، ورواه ابن الأَعرابي: أَوْتَخا، وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا؛ واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج، وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار. قال: وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم. وأَوتَحْتَ مني: بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء. وشيء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل. ووَتِحٌ ووَعِرٌ، وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ، ورجل وَتِحٌ: بكسر التاء، أَي خسيس. وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها، وكذلك التَّوْتِيحُ. وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله. وتَوَتَّحْتُ من الشراب: شربت شيئاً قليلاً.
وجح: وَجَحَ الطريقُ: ظهر ووَضَحَ. وأَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت وبدت. وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً: اتَّضَحَتْ. وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ، واختار ابن الأَعرابي الفتح، وحكى اللحياني: ما دونه أُجاح وإِجاح؛ عن الكسائي. وحكي: ما دونه أَجاحٌ؛ عن أَبي صفوان، وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو. وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات؛ قال: أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ، ليس بينهمُ وَجاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة. والمُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره. والوَجَحُ: المَلْجَأُ، وكذلك الوَجِيحُ؛ وأَنشد: فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا، ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ وقال حميد بن ثور: نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا، ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ قال: وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ، كذلك قرئ بخط شمر. وأَوْجَحه البولُ: ضَيَّقَ عليه. وروي عن عمر، رضي الله تعالى عنه، أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال: من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَِحٌ، وفي رواية: فلا يصلِّ مُوجَِحاً، قيل: وما المُوجحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ، يعني مُضَيَّقاً عليه؛ قال شمر: هكذا روي بكسر الجيم، وقال بعضهم: مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه؛ قال: وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه، فقال: هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل. وأَوْجَحَ البيتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤية الهذلي: وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ، زانَه فِراشٌ، وخِدْرٌ مُوجَحٌ، ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال: المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ، وثوب متين كثيف. ثوب مُوجَحٌ: كثير الغزل كثيف. وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ: قوي، وقيل: ضَيِّق مَتِين؛ قال شمر: كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك. قال: ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر؛ وقد أَوجَحَه بوله، فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه. والمُوجِحُ: الذي يُخْفي الشيء ويستره، مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء. وروي عن أَبي معاذ النحوي: ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح. الفراء: ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر؛ قال أَبو خَيْرَةَ: جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ في مُوجَحٍ مَغِصٍ، أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ. وأَضيافه: قِرْدانُه. الجوهري: الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ: قال القَطَامِيُّ: لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال: وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا: أُجاح وإِجاح وأَجاح. الأَزهري في ترجمة جوح: والوَِجاحُ بقية الشيء من مال وغيره؛ وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ. قال الأَزهري: المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان، وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل. والمُوجِحُ: الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ؛ قال الأَزهري: وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي: أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فيهم بَلابِلٌ، وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا؟ قال شمر: رواه موجحاً، بكسر الجيم. والوَجَحُ: شبه الغار؛ وقال: بكلِّ أَمْعَزَ مها غير ذي وَجَحٍ، وكلَّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ. والوَجاحُ: الصَّفا الأَمْلَسُ؛ قال الأَفْوَهُ: وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ، كأَن مُتُونَها فيها الوَجاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما يستره: وَجاحٌ: ويقال: لقيته أَدنى وَجاحٍ
لأَوّلِ شيء يُرَى. وباب موجوحٌ أَي مردود. ويقال: حَفَرَ حتى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة.
وحح: الوَحْوَحَة: صوت مع بَحَحٍ. ووَحْوَحَ الثوبُ: صَوَّت. ووَحْ وَحْ: زجر للبقر. ووَحْوَحَ البقرَ: زَجَرها، وكذلك وَحْوَحَ بها. وإِذا طردت الثورَ قلت له: قَعْ قَعْ، وإِذا زجرته قلت له: وَحْ وَحْ. ووَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه في حَلْقه حتى تسمع له صوتاً؛ قال الكُمَيْتُ: ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها، ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ في يده من شدَّة البرد. ورجل وَحْواحٌ أَي خفيف؛ قال أَبو الأَسود العِجْلي: مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ، واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ
والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ: الشديد الصوت، وكذلك الوَحْوَحُ؛ قال الجعدي يرثي أَخاه: ومِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ، وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِيا قال ابن بري: وَحْوَح في البيت اسم علم لأَخيه وليس بصفة، ورَثى في هذه القصيدة مُحارِبَ بن قيس بن عَدَسٍ من بني عمه ووَحْوَحاً أَخاه؛ وقبله: أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً؟ فما لك فيه اليومَ شيءٌ ولا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه، غيرَ أَنه جَوادٌ، فلا يُبْقِي من المالِ باقِيا ومن قبله ما قد رزئت بوحوح، وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ المصافيا ورجل وَحْوَحٌ: شديد القوّة يَنْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدته؛ ورجال وَحاوِحُ. والأَصل في الوَحْوَحة الصوت من الحلق؛ وكلب وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ. تَوَحْوَح الظَّلِيمُ فوق البيض إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه؛ قال تميم بن مقبل: كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ، مِرْياعا الضُّحَى، وَحَدانِ وتركها تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ: تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بين القَوابل. والوَحْوَحُ والوَحْواحُ: المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ؛ قال:يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ، عَبْلٍ، شَدِيدٍ أَسْرُه، صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ، حتى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جاءت صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة؛ وقال: وذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثير: وفي شعر أَبي طالب يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم: حتى تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ، شِيبٌ صَنادِيدُ، لا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح وهو السيد، والهاء فيه لتأْنيث الجمع؛ ومنه حديث الذي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً: وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب من كان في الدنيا سيداً، وهو كالحديث الآخر: هَلَك أَصحابُ العُقْدة يعني الأُمراء؛ ويجوز أَن يكون من الوَحْوَحةِ وهو صوت فيه بُحُوحة كأَنه يعني أَصحاب الجدال والخصام والشَّغَبِ في الأَسواق وغيرها. ومنه حديث عليّ: لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال. والوَحْوَحُ: ضرب من الطير؛ قال ابن دريد: ولا أَعرف ما صِحَّتُها. ووَحْوَحٌ: اسم. ابن الأَعرابي: الوَحُّ الوَتِدُ؛ يقال: هو أَفقر من وَحٍّ وهو الوَتِدُ، وهذا قول المفَضَّل، وقال غيره: وَحٌّ كان رجلاً زَجَرَ فقيراً فضرب به المثل في الحاجة.
ودح: أَوْدَحَ الرجلُ: أَقَرَّ، وفي التهذيب: أَقَرَّ بالباطل، حكاه ابن السكيت؛ وأَنشد: أَوْدَحَ لما أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ: أَذعَنَ وخَضَع، وربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف ولم يَنْزُ. الأَزهري، أَبو زيد: الإِيداحُ الإِقرار بالذل والانقيادُ لمن يقوده؛ وأَنشد: وأَكْوِي على قَرْنَيْهِ بعد خِصائِه *** بنارِي وقد يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ: سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها. أَبو عمرو: يقال ما أَغْنى عنه وَدَحَةً ولا وَتَحةً ولا وَذَحةً ولا وَشَمَةً ولا رَشَمَةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً. ووَدْحانُ: موضع، وقد سَمَّوا به رجلاً.
وذح: الوَذَحُ: ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول؛ وقال ثعلب: هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش، الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً، والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ؛ قال جرير: والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ، وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً. الأَزهري، أَبو عمرو: ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً؛ وقال في ترجمة وذح: ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً. أَبو عبيدة: الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه؛ وقال الأَعشى: فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً، خاضِعِي الأَعْناقِ، أَمْثالَ الوَذَحْ وقال النضر: الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون في باطن الفَخِذَين؛ قال: ويقال له المَدَحُ أَيضاً. وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئيماً؛ وقال بعض الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة: مَوْلى بني سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا، يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُِحْكُِحا قال أَبو منصور: كأَنه مأْخوذ من الوَذَح. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَما والله ليُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ، إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة، بالتحريك: الخُنْفُساء من الوَذَحِ وهو ما يتعلق بأَلية الشاة من البعر فيجف، وبعضهم يقوله بالخاء. وفي حديث الحجاج: أَنه رأَى خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً يزعمون أَن هذه من خلق الله، فقيل: مِمَّ هي؟ قال: من وَذَحِ إِبليس.
وشح: الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ: كله حَلْيُ النساءِ، كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به، ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه، والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ؛ قال ابن سيده: وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء؛ قال كثير عَزَّةَ: كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا، نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته؛ وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه، وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ. الجوهري: الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها؛ وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له: أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ، وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ، وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر؛ وأَورده الأَزهري: وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال: فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا. ابن سيده: والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب، ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى، ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره؛ وقد أَشَّحَه الثوبَ؛ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي: أَبا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً، أَبا مَعْقِلٍ، فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور: التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع، وهو أن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ؛ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة؛ ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه: ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي، إِذ غَدَوْتُ، لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته، فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ، وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً. وفي الحديث: أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به، والأَصل فيه من الوشاح. ومنه حديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني. وفي حديث آخر: لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ؛ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء: ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا، أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني
قال ابن الأَثير: كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به، وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم؛ وفيه كان للنبي صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ. ابن سيده: والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً، عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ: القوسُ. والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير: التي لها طرّتان من جانبيها؛ قال: أَو الأُدْم المُوَشَّحة، العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز: السوداء المُوَشَّحة ببياض. وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ؛ قال الطرماح: ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ: وذلك لوَشْيٍ فيه، حكاه ابن سيده عن اللحياني. ووَشْحَى: موضع؛ قال: صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ: موضعٌ هنالك؛ عن كراع. وواشِحُ: قبيلة من اليمن.
وضح: الوَضَحُ: بياضُ الصبح والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ في القوائم وغير ذلك من الأَلوان. التهذيب: الوَضَحُ بياض الصُّبْح؛ قال الأَعشى: إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ، في وَضَحِ الصُّـ *** ـبحِ، بكبشٍ تَرَى له قُدَّاما والعرب تسمي النهار الوَضَّاحَ، والليلَ الدُّهْمانَ؛ وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة، وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة؛ قال الراجز:لو قِسْتَ ما بينَ مَناحِي سَبَّاحْ، لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح، لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح: بعيره. والأَبْداحُ: جوانبه، والوَضَحُ: بياض غالب في أَلوان الشاء قد فشا في جميع جسدها، والجمع أَوضاح؛ وفي التهذيب: في الصدر والظهر والوجه، يقال له: تَوْضيح شديد، وقد تَوَضَّح. ويقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ، وقد يكنى به عن البَرَصِ، ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ؛ وفي الحديث: جاءه رجل بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ. قد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ: أَي بان، وهو واضع ووَضَّاح. وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظهر؛ قال أَبو ذؤيب: وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الر جالِ، كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال: الذي يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل في الخَمَرِ. ووَضَّحه هو وأَوضَحَه وأَوضَحَ عنه وتَوَضَّح الطريقُ أَي استبان. والوَضَحُ: الضَّوْءُ والبياضُ. وفي الحديث: أَنه كان يرفع يديه في السجود حتى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الذي تحتهما، وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين. والوَضَحُ: البياضُ من كل شيء؛ ومنه حديث عمر: صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي من الضَّوء إِلى الضوء؛ وقيل: من الهلال إِلى الهلال؛ قال ابن الأَثير: وهو الوجه لأَن سياق الحديث يدل عليه، وتمامه: فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً؛ وفي الحديث: غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعني اخْضِبُوه. والواضحةُ: الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك، صفة غالبة؛ وأَنشد: كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه، لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ، ما أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وفي الحديث: حتى ما أَوضَحُوا بضاحكة أَي ما طَلَعوا بضاحكة ولا أَبْدَوْها، وهي إِحدى ضواحِكِ الإِنسان التي تبدو عند الضحك. وإِنه لواضح الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ ولم يكن غليظاً كثير اللحم. ورجل وَضَّاحٌ: حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ. والوَضَّاحُ: الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه. وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ؛ وقال ثعلب: هو منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ. ورجل واضحُ الحَسَبِ ووَضَّاحُه: ظاهره نَقِيُّه مبيضه، على المثل. ودرهم وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض، على النسب. والوَضَحُ: الدِّرْهم الضحيح. والأَوضاحُ: حَلْيٌ من الدراهم الصحاح. وحكى ابن الأَعرابي: أَعطيته دراهم أَوضاحاً، كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ؛ مالك: رمل بعينه وقلما ترعى الإِبل هنالك إِلا الحَلِيَّ وهو أَبيض، فشبه الدراهم في بياضها بأَلبان الإِبل التي لا ترعى إِلا الحَلِيِّ. ووَضَحُ القَدَم: بياضُ أَخْمَصِه؛ وقال الجُمَيْحُ: والشَّوْكُ في وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وقال النضر: المتوضِّحُ والواضح من الإِبل الأَبيض، وليس بالشديد البياض، أَشدُّ بياضاً من الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وهو المتوضِّحُ الأَقْراب؛ وأَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ، فيه شُهْلَةٌ، شَنِجُ اليدين تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ: الأَيامُ البيض، إِما أَن يكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلاً من الواو الأُولى لاجتماع الواوين، وإِما أَن يكون جمع الأَوْضَح. وفي الحديث: أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بصيام الأَواضِحِ؛ حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَمر بصيام الأَوْضاحِ يريد أَيامَ الليالي الأَواضِح أَي البيض جمع واضحة، وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، والأَصل وَواضِح، فقلبت الواو الأُولى همزة. والواضِحة من الشِّجاج: التي تُبْدي وَضَحَ العظم؛ ابن سيده: والمُوضِحةُ من الشِّجاج التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه؛ وقيل: هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم، وهي التي يكون فيها القصاص خاصة، لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها، وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها، وذكر المُوضِحة في أَحاديث كثيرة وهي التي تبدي العظم أَي بَياضَه، قال: والجمع المَواضِح؛ والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل: هي ما كان منها في الرأْس والوجه، فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة، ويقال للنَّعَم: وَضِيحةٌ ووَضائِحُ؛ ومنه قول أَبي وَجْزَة: لقَوْمِيَ، إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ، وإِذ أَنا في حَيٍّ كثير الوَضائِح والوَضَحُ: اللبنُ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ، ثم اسْتَفاؤوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَي قالوا: اللبنُ أَحبُّ إِلينا من القَوَد، فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم؛ قال ابن سيده: وأُراه سمي بذلك لبياضه؛ وقيل: الوَضَحُ من اللبن ما لم يُمْذَقْ؛ ويقال: كثر الوَضَحُ عند بني فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم. أَبو زيد: من أَين وَضَحَ الراكبُ؟ أَي من أَين بدا؛ وقال غيره: من أَين أَوضَح، بالأَلف. ابن سيده: وَضَحَ الراكبُ طَلَع. ومن أَين أَوضَحْتَ، بالأَلف، أَي من أَين خرجت، عن ابن الأَعرابي؛ التهذيب: من أَين أَوضَح الراكبُ، ومن أَين أَوضَعَ، ومن أَين بدا وضَحُك؟ وأَوضَحْتُ قوماً: رأَيتهم. واستوضَحَ عن الأَمر: بحث. أَبو عمرو: استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وذلك إِذا وضعت يدك على عينيك في الشمس تنظر هل تراه، تُوَقّي بكفك عينَك شُعاعَ الشمس؛ يقال: اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان. واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لك. ووَضَحُ الطريق: مَحَجَّتُه ووَسَطُه. والواضحُ: ضدّ الخامل لوُضُوح حاله وظهور فضله؛ عن السَّعْدي. والوَضَحُ: حَلْيٌ من فضة، والجمع أَوضاح، سميت بذلك لبياضها، واحدها وَضَح؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقاد من يهودي قَتَلَ جُوَيْرِيةً على أَوْضاح لها؛ وقيل: الوَضَحُ الخَلْخالُ، فَخَصَّ. والوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل؛ الليث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ؛ اللحياني: يقال فيها أَوْضاحٌ من الناس وأَوْباش وأَسْقاطٌ يعني جماعات من قبائل شَتَّى؛ قالوا: ولم يُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد. قال الأَصمعي: يقال في الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فيها شيء قد ابيضَّ؛ قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ في الكلإ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الذي لم يأْت عليه عامٌ ويَسْوَدُّ. ووَضَحُ الطريقة من الكلإِ: صغارها؛ وقال أَبو حنيفة: هو ما ابيض منها، والجمع أَوضاحٌ؛ قال ابن أَحمر ووصف إِبلاً: تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ، وتَرْعى هَشِيماً، من حُلَيْمةَ، بالِيا وقال مرة: هي بقايا الحَلِيّ والصِّلِّيان لا تكون إِلاّ من ذلك. ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة ههنا وههنا، لا واحد لها. وتُوضِحُ: موضع معروف. وفي حديث المبعث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب وهو صغير مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ؛ وهي لُعْبَة لصبيان الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عظم أَبيض فيرمونه في ظلمة الليل، ثم يتفرّقون في طلبه، فمن وجده منهم فله القَمْرُ؛ قال: ورأَيت الصبيان يصغرونه فيقولون عُظَيْمُ وَضَّاحٍ؛ قال: وأَنشدني بعضهم: عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ الليله، لا تَضِحَنَّ بعدها من لَيْله قوله: ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ يَضِحُ، بتثقيل النون المؤَكدة، ومعناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل: صِلَنّ. ووَضَّاحٌ: فَعَّال من الوُضوح، الظهور.
وطح: الوَطَحُ، وفي التهذيب الوَطْحُ، بجزم الطاء: ما تعلق بالأَظلاف ومخالب الطير من العُرَّة والطين وأَشباه ذلك، واحدته وَطْحة بجزم الطاء. والوَطْح: الدفع باليدين في عُنْف. وتَواطَحَ القومُ: تَداوَلُوا الشرَّ بينهم؛ قال الحَكَمُ الحَضْرَميّ: وأَبي، جَمالُ لقد رَفَعْتُ ذِمارَها، بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَيَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ، كأَنما يَتَواطَحُونَ به على دِينارِ قال ابن بري: جَمالُ اسم امرأَة. وذِمارها: ما يلزم لها من الحفظ والصيانة. ولَذّ: يَسْتَلِذُّه الراوي المنشدُ له. والمُحَبَّرُ: البيت المُحَسَّنُ من الشِّعْر. والسيّار: الذي سار وتناشده الناس. وقوله بشباب كلِّ محبَّر أَي لم يَخْلَقْ عند الرواة بل هو جديد. يتواطحون أَي يتقابلون؛ وقال أَبو وَجْزَة: وأَكْبَر منهم قائلاً بمقالة، تُفَرِّجُ بين العَسْكَرِ المتواطِحِ وتَواطَحَتِ الإِبلُ على الحوض إِذا ازْدَحَمَتْ عليه. والوَطِيحُ: حِصْنٌ بخيبر؛ وفي حديث غزوة خيبر ذكر والوَطيح؛ هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة، حصن من حصون خيبر.
وقح: حافر وَقاحٌ: صُلْبٌ باق على الحجارة، والنعت وَقاحٌ، الذكر والأُنثى فيه سواء، وجمعه وُقُح ووُقَّحٌ؛ وقد وَقُح يَوْقُح وَقاحةً ووُقوحة وقِحةً وَقَحَةً، الأَخيرتان نادرتان؛ قال ابن جني: الأَصل وِقْحة حذفوا الواو على القياس كما حذفت من عِدَة وزِنةٍ، ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعْلَة إِلى فَعْلة فأَقروا الحرفَ بحاله، وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له، فقالوا: القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلى القَحة، وهي وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الفاء فتحت قبل الحرف الحلقي، كما ذهب إِليه محمد بن يزيد؛ وأَبى الأَصْمَعِيُّ في القحة إِلاَّ الفتح؛ ووَقِحَ وَقَحاً ووَقَح، فهو واقحٌ واستوقَحَ وأَوقَحَ، وكذلك الخُفُّ والظَّهْرُ؛ ووَقُحَ الفرسُ وَقاحةً وقِحَةً. والتوقيح: أَن يُوَقَّحَ الحافرُ بشحمة تُذابُ، حتى إِذا تَشَيَّطتِ الشحمةُ وذابت كُوِيَ بها مواضع الحَفا والأَشاعِرِ. واسْتَوْقَح الحافر إِذا صَلُبَ. وقال غيره: وَقِّحْ حوضَك أَي امْدُرْه حتى يَصْلُبَ فلا يُنَشِّفَ الماءَ، وقد يُوَقَّحُ بالصفائح؛ وقال أَبو وَجْزَة: أَفْرِغْ لها من ذي صَفِيحٍ أَوْقَحا، من هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَي من بئر خَسِيفٍ نُقِّيت. أَبْدَحا: واسعاً. ووَقَّحَ الحافرَ: كَوى موضع الحَفا والأَشاعِرِ منه بشحمة مذابة. ورجل وَقِيحُ الوجه ووَقاحُه: صُلْبُه قليل الحياء، والأُنثى وَقاحٌ، بغير هاء، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر، وزاد اللحياني في الوجه: بَيِّنُ الوَقَحِ والوُقُوحِ. وَقُِحَ الرجل إِذا صار قليل الحياء، فهو وَقِحٌ ووَقاحٌ. وامرأَة وَقاحُ الوجه ورجل وَقاحُ الذَّنَب: صبور على الركوب؛ عن ابن الأَعرابي. ورجل مُوَقَّح: أَصابته البلايا فصار مُجَرَّباً؛ عن اللحياني.
وكح: وَكَحَه برجله وَكْحاً: وَطِئَه وَطْأً شديداً. واستوكَحَتْ مَعِدَتُه: اشتدّت. واستوكَحَتِ الفِراخُ، وهي وُكُحٌ: غَلُظَتْ؛ وأُرَى وُكُحاً على النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ، إِذ لا يسوغ أَن يكون جمع مُسْتَوكِح. وأَوكَحَ الرجلُ: مَنَع واشتدّ على السائل؛ قال رؤْبة: إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل: سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك ولم يُعْطِ. الأَزهري عن أَبي زيد: أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قطعها؛ الأَصمعي: حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ؛ الأَزهري: أَراد أَمراً فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه وتركه. والأَوكَحُ: الترابُ، وقد ذكر في أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ، وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل.
ولح: الوَلِيحُ والوَلِيحةُ: الضخم الواسع من الجُوالق؛ وقيل: هو الجُوالِقُ ما كان، والجمع الوَلِيحُ. والوَلِيحة: الغِرارةُ. والوَلِيحُ والوَلائح: الغَرائر والجِلالُ والأَعْدال يُحْمَل فيها الطِّيبُ والبَزُّ ونحوه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً: يُضِيءُ رَباباً كدُهْمِ المَخا ضِ، جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا وقال اللحياني: الوليحة الغِرارةُ. والمِلاحُ: المِخْلاةُ؛ قال ابن سيده: وأُراه مقلوباً من الوَلِيح إِذ لم أَجد ما أَستدل به على ميمه، أَهي زائدة أَم أَصل، وحملها على الزيادة أَكثر. وفي حديث المختار: لما قَتَلَ عمر بن سعد جعل رأْسَه في مِلاحٍ وعلقه؛ حكى اللفظة الهروي في الغريبين.
ومح: الأَزهري خاصة، ابن الأَعرابي: الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس؛ قال: وقرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّيْبانيّ أَنشده هذه الأَبيات: لما تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَه، سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه، يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَيَّارٍ إِذا ما قَدَّمَه، فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه قال: وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها. انْفَرَى: انفتح وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذكر فيه؛ قال الأَزهري: لم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ في هذه الأُرجوزة، وأَحسبها في نوادره.
ونح: ابن سيده: وانَحْتُ الرجلَ: وافَقْتُه.
ويح: وَيْح: كلمة تقال رحمةً، وكذلك وَيْحَما؛ قال حُمَيْدُ بن ثور: أَلا هَيّما مما لَقِيتُ وَهَيّما، ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ ما هنَّ وَيْحَما الليث: وَيْحَ يقال إِنه رحمة لمن تنزل به بليَّة، وربما جعل مع ما كلمة واحدة وقيل وَيْحَما. ووَيْحٌ: كلمة تَرَحُّم وتَوَجُّع، وقد يقال بمعنى المدح والعجب، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف؛ يقال: وَيْحَ زيدٍ، ووَيْحاً له، ووَيْحٌ له الجوهري: وَيْح كلمة رحمة، ووَيْلٌ كلمة عذاب؛ وقيل: هما بمعنى واحد، وهما مرفوعتان بالابتداء؛ يقال: وَيْحٌ لزيد ووَيْلٌ لزيد، ولك أَن تقول: ويحاً لزيد وويلاً لزيد، فتنصبهما بإِضمار فعل، وكأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلاً ونحو ذلك؛ ولك أَن تقول وَيْحَكَ ووَيْحَ زيد، ووَيْلَكَ ووَيْلَ زيد، بالإِضافة، فتنصبهما أَيضاً بإِضمار فعل؛ وأَما قوله: فَتَعْساً لهم وبُعْداً لثمود، وما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً، لأَنه لا تصح إِضافته بغير لام، لأَنك لو
قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم يصلح فلذلك افترقا. الأَصمعي: الوَيْلُ قُبُوحٌ، والوَيحُ تَرَحُّمٌ، ووَيْسٌ تصغيرها أَي هي دونها. أَبو زيد: الوَيْلُ هَلَكةٌ، والوَيْحُ قُبُوحٌ، والوَيْسُ ترحم. سيبويه: الوَيْلُ يقال لمن وقع في الهَلَكَة، والوَيْحُ زجر لمن أَشرف على الهَلَكة، ولم يذكر في الوَيْس شيئاً. ابن الفرج: الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ واحد. ابن سيده: وَيْحَه كَوَيْلَه، وقيل: وَيْح تقبيح. قال ابن جني: امتنعوا من استعمال فِعْل الوَيْحِ لأَن القياس نفاه ومنع منه، وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ، وعينه كباع، فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِبُ من اجتماع إِعلالين، قال: ولا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ واللام على الوَيْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالاً؟ الخليل: وَيْس كلمة في موضع رأْفة واستملاح، كقولك للصبي: وَيْحَهُ ما أَمْلَحَه ووَيْسَه ما أَملحه نصر النحوي قال: سمعت بعضَ من يَتَنَطَّعُ بقول الوَيحُ رحمة؛ قال: وليس بينه وبين الويل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قليلاً، قال: ومن قال هو رحمة؛ يعني أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه: وَيْحَه، رِثايَةً له. وجاءَ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَمَّارٍ: وَيْحَكَ يا ابن سُمَيَّةَ بُؤْساً لك تقتلك الفئةُ الباغية. لأَزهري: وقد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هَلَكَة وعذاب، والفرق بين ويح وويل أَن وَيْلاً تقال لمن وقع في هَلَكَة أَو بلية لا يترحم عليه، وَيْح تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها، أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم: وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة ويل للمطففين وما أَشبهها؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم، وأَما وَيح فإِن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل، فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه؛ قال: وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي «وَيْ» وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة. قال سيبويه: سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ، ومعناها التنديم والتنبيه. ابن كَيْسانَ: إِذا قالوا له: وَيْلٌ له، ووَيْحٌ له، ووَيْسٌ له، فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر، فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه.
يدح: رأَيت في بعض نسخ الصحاح: الأَيْدَحُ اللهو والباطل. تقول العرب: أَخذته بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ على الإِتباع، وأَيْدَحُ أَفْعَلُ لا فَيْعَلٌ. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري في فصل الياءِ شيئاً.
يوح: ابن سيده: يُوحُ الشمسُ؛ عن كراع، لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام، والذي حكاه يعقوب: بُوحُ. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس؛ قال: وكان ابن الأَنباري يقول: هو بُوحُ بالباءِ، وهو تصحيف، وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد، بالياءِ المعجمة باثنتين؛ وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال: وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال: ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له: صحفته وإِنما هو بوح، بالباءِ، واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه، فقال لهم: هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة، فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء؛ وقال ابن خالويه: هو يُوحُ، بالياء المعجمة باثنتين، وصحفه ابن الأَنباري فقال: بُوح، بالباء المعجمة بواحدة، وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما، ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح، بالياء المعجمة باثنتين؛ وأَما البُوحُ، بالباءِ، فهو النَّفْس لا غير؛ وفي حديث الحسن بن علي، عليهما السلام: هل طلعت يُوحِ؟ يعني الشمس، وهو من أَسمائها كبَراحِ، وهما مبنيان على الكسر. قال ابن الأَثير: وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى، وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم: باحَ بالأَمر يَبُوحُ.
|